اكتسبت القاهرة مكانتها وتأثيرها على مختلف الحضارات بفضل موقعها الاستراتيجي الذي اختاره لها أهل مصر منذ فجر الحضارة، وتميزت عن بقية العواصم التاريخية بصفة الاستمرار، فشكّل تطورها سلسلة من الحلقات بدأت مع أول عاصمة لمصر الموحدة والتي أطلق عليها مدينة "أون" في عهد ما قبل الأسرات وعرفت فيما بعد بالاسم الإغريقي هليوبوليس أو عين شمس حاليًا.
وعقب الفتح الإسلامي لمصر، شيّد عمرو بن العاص مدينة الفسطاط سنة 21هـ/641م، وبنى جامعاً عرف باسمه، وأقام أماكن القبائل العربية. وعقب قيام الدولة العباسية والقضاء على الدولة الأموية أنشأ العباسيون مدينة العسكر في مكان عُرف باسم الحمراء القصوى يقع شمال شرق الفسطاط وأقاموا فيه دورهم ومساكنهم، وشيّد فيها صالح بن علي دار الإمارة وثكن الجند، ثم شيّد الفضل بن صالح مسجد العسكر. وبمرور الأيام اتصلت العسكر بالفسطاط وأصبحتا مدينة كبيرة خطت فيها الطرق وشيّدت فيها المساجد والأسواق. وذلك إلى أن تولى أحمد بن طولون حكم مصر ورأى أن مدينة العسكر لا تتسع لحاشيته وجنده، فصعد إلى جبل المقطم ورأى بين العسكر والمقطم أرض فضاء فاختط في موضعها مدينته الجديدة التي سميت القطائع. وبعد قرابة مائة عام على إنشاء القطائع، دخل الفاطميون مصر بقيادة جوهر الصقلي موفدًا من المعز لدين الله، فأخذ في وضع أساس "القاهرة" شمال شرقي القطائع، كما وضع أساس القصر الفاطمي الكبير، وشرع بجانبه في بناء الجامع الأزهر.
وعن سبب تسمية القاهرة
قال ابن ظهيرة - جمال الدين محمد بن محمد- فى كتابه الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرة
عن سبب تسمية المعز القاهرة بهذا الاسم: وكان قد غيّر اسمها وسماها القاهرة، والسبب في ذلك أن جوهراً لما قصد إقامة السور جمع المنجمين وأمرهم أن يختاروا طالعاً لحفر الأساس، وطالعاً لرمي حجارته، فجعلوا قوائم خشب بين كل قائمتين حبل فيه أجراس، وأعلموا البنائين أن ساعة تحريك (هذه) الأجراس ترمون ما بأيديكم من الطين والحجارة (في الأساس)، فوقف المنجمون لتحرير هذه الساعة، فاتفق من مشيئة الله سبحانه وتعالى أن وقع غراب على خشبة من تلك الأخشاب، فتحركت الأجراس، فظن الموكّلون بالبناء أن المنجمين قد حركوها، فألقوا ما بأيديهم من الطين والحجارة في الأساس ، فصاح المنجمون: لا، لا، القاهرة في الطالع، فمضى ذلك، وخاب ما قصدوه. وكان الغرض أن يختاروا طالعاً لا يخرج البلد عن نسلهم وعقبهم، فوقع أن المريخ كان في الطالع، وهو يسمى عند المنجمين القاهر، (فعلموا أن الأتراك لا بد أن يملكوا هذا الإقليم والبلد ولا تزال تحت حكمهم).
فلما قدم المعز من القيروان وأخبروه بالقصة، وكانت له خبرة تامة بالنجوم، وافقهم على ذلك، وأن الترك يكون لهم الغلبة على هذه البلدة، فغير اسمها الأول وسماها القاهرة، وكان كما قال، فملكها الترك إلى وقتنا هذا، فلله الأمر من قبل ومن بعد 1. (قال صاحب السكردان: وبعض الناس يزعم في القاهرة أنها سميت باسم قبة في قصور الفاطميين تسمى القاهرة، وهي موجودة إلى الآن، والصحيح ما قلناه) .
وعقب الفتح الإسلامي لمصر، شيّد عمرو بن العاص مدينة الفسطاط سنة 21هـ/641م، وبنى جامعاً عرف باسمه، وأقام أماكن القبائل العربية. وعقب قيام الدولة العباسية والقضاء على الدولة الأموية أنشأ العباسيون مدينة العسكر في مكان عُرف باسم الحمراء القصوى يقع شمال شرق الفسطاط وأقاموا فيه دورهم ومساكنهم، وشيّد فيها صالح بن علي دار الإمارة وثكن الجند، ثم شيّد الفضل بن صالح مسجد العسكر. وبمرور الأيام اتصلت العسكر بالفسطاط وأصبحتا مدينة كبيرة خطت فيها الطرق وشيّدت فيها المساجد والأسواق. وذلك إلى أن تولى أحمد بن طولون حكم مصر ورأى أن مدينة العسكر لا تتسع لحاشيته وجنده، فصعد إلى جبل المقطم ورأى بين العسكر والمقطم أرض فضاء فاختط في موضعها مدينته الجديدة التي سميت القطائع. وبعد قرابة مائة عام على إنشاء القطائع، دخل الفاطميون مصر بقيادة جوهر الصقلي موفدًا من المعز لدين الله، فأخذ في وضع أساس "القاهرة" شمال شرقي القطائع، كما وضع أساس القصر الفاطمي الكبير، وشرع بجانبه في بناء الجامع الأزهر.
وعن سبب تسمية القاهرة
قال ابن ظهيرة - جمال الدين محمد بن محمد- فى كتابه الفضائل الباهرة في محاسن مصر والقاهرة
عن سبب تسمية المعز القاهرة بهذا الاسم: وكان قد غيّر اسمها وسماها القاهرة، والسبب في ذلك أن جوهراً لما قصد إقامة السور جمع المنجمين وأمرهم أن يختاروا طالعاً لحفر الأساس، وطالعاً لرمي حجارته، فجعلوا قوائم خشب بين كل قائمتين حبل فيه أجراس، وأعلموا البنائين أن ساعة تحريك (هذه) الأجراس ترمون ما بأيديكم من الطين والحجارة (في الأساس)، فوقف المنجمون لتحرير هذه الساعة، فاتفق من مشيئة الله سبحانه وتعالى أن وقع غراب على خشبة من تلك الأخشاب، فتحركت الأجراس، فظن الموكّلون بالبناء أن المنجمين قد حركوها، فألقوا ما بأيديهم من الطين والحجارة في الأساس ، فصاح المنجمون: لا، لا، القاهرة في الطالع، فمضى ذلك، وخاب ما قصدوه. وكان الغرض أن يختاروا طالعاً لا يخرج البلد عن نسلهم وعقبهم، فوقع أن المريخ كان في الطالع، وهو يسمى عند المنجمين القاهر، (فعلموا أن الأتراك لا بد أن يملكوا هذا الإقليم والبلد ولا تزال تحت حكمهم).
فلما قدم المعز من القيروان وأخبروه بالقصة، وكانت له خبرة تامة بالنجوم، وافقهم على ذلك، وأن الترك يكون لهم الغلبة على هذه البلدة، فغير اسمها الأول وسماها القاهرة، وكان كما قال، فملكها الترك إلى وقتنا هذا، فلله الأمر من قبل ومن بعد 1. (قال صاحب السكردان: وبعض الناس يزعم في القاهرة أنها سميت باسم قبة في قصور الفاطميين تسمى القاهرة، وهي موجودة إلى الآن، والصحيح ما قلناه) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق