دخل جوهر الصقلي مصر بجيوشه الجراره ورأى أنها هي الحصن المانع فأراد أن يحافظ عليها ويحميها من أيدى المتلصصين فأمر ببناء سور ضخم لتأمين مصر ويزود بأبواب للولوج والحروج منها، لتأمين الدولة الفاطمية وعاصمتها من أيدي العدوان الغاشم، وتعد تلك البوابات شاهد على التاريخ الذي عاشته مصر، بعضها باق على وضعة ولكن هناك عدد من الأبواب اندثرت و لم يتبق من أبواب القاهرة العريقة سوى ثلاث أبواب فقط هم باب النصر وباب الفتوح وباب زويلة، حيث أمر الأمير بدر الجمالي بإعادة بناء تلك الأبواب وتجديدها وذلك في الفترة بين 480 و485 هجرية، وقام بإعادة البناء ثلاث أخوة من أمهر المعماريين بأرمنيا، وتولى كل واحد منهم مأمورية بناء باب من الأبواب.
وظلت هذه الأبواب تحمى القاهرة على مر العصور ، بل وأضيف إلي هذه الأبواب المنتشرة فى أجزاء كثيرة من القاهرة في عصور لاحقة عدد من الأبواب الأخرى، ونظراًلأهميتها التاريخية دائما ما تحظى بالترميم للحفاظ عليها لأنها تمثل نماذج فريدة للتحصينات الحربية في العصر الإسلامى،ولا يوجد مثيل لها على الإطلاق بما فيها الأسوار ولقلاع التي تعلوها، وقد أثارت تلك الأبواب إعجاب كل من يراها من الرحالة العرب والأجانب.
. أُنشئ في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب عام (639 هـ - 1241)، وكان يُعرف باسم "باب الخرق"، ونظراً لاستهجان السكان من اللفظ، أمر الخديوي إسماعيل بتغيير اسم الميدان إلى "باب الخلق".
وتتكوّن منطقة باب الخلق من مجموعة من الأحياء التي تمّ إنشاؤها خلال حكم الدولة الفاطمية، وكانت بداياتها عبارة عن فضاء بدون بنايات؛ مما عرّض المنطقة إلى الرياح الشديدة، حيث عُرفت المنطقة قديماً باسم "باب الخرق"، أيّ الخرق الذي يخترقه الهواء، وهذا ما دفع الملك الصالح نجم الدين أيوب إلى إنشاء ميدان وأسماه "ميدان السلطان"، لتشجيع الأهالي على تشييد المساكن به وحمايتهم من الرياح، وعندما وجد الملك الصالح قبولاً من الناس قرّر إنشاء قنطرة تصل بين السيدة زينب ومنطقة باب الخلق التي أحاطت بالميدان السلطاني، حتى تتسع المنطقة وتستوعب أكبر عدد من الناس.
وتُعتبر منطقة باب الخلق من المناطق الهامة، كونها تضمّ العديد من الآثار التي تُعبّر عن الدولة الفاطمية والأيوبية والإسلامية، وأصبحت وجهة حية لمصر الإسلامية أمام العالم، وتعطي فرصة للأجانب للتعرّف على ملامح البلاد الحقيقية.
علاوة على ذلك، تضمّ المنطقة العديد من محال العطارة، ومحال الزجاج الملون، بالإضافة إلى الأساطير التي تحيط بالمنطقة، والتي أعطتها طابعاً خاصاً مثل طبلية الإعدام وسبيل مياه "محمد أغا".
وفي عام 1870 أراد علي باشا مبارك ناظر المعارف بالحكومة، أن تكون هناك دار للكتب تشمل جميع الكتب الأثرية والأخشاب المحفورة، والكتان المعروف بجذوره الفاطمية والأيوبية، والتحف النحاسية الممزوجة بالذهب والفضة بمنطقة باب الخلق منذ العهد الطولوني، وكانت أول بادرة تظهر الفن الإسلامي ولكن تكدّس الناس بالمنطقة أحال دون ذلك، فلم يكن هناك مساحات تسمح بإنشاء دار للكتب تضمّ كل هذه الأثريات، وبعدها تعرّضت المنطقة لحريق كبير ومجموعة تفجيرات نتج عنها فقدان كثير من هذه التحف الإسلامية النادرة.
وفي عام 1880 رأت حكومة الخديوي توفيق، أن الأهالي سيضرون بالأثريات المتناثرة بالمنطقة، لذا قرّرت الدولة حفظها في المساجد، لأن المنطقة في ذلك الوقت تعرّضت للانهيار نتيجة العوامل الجوية، فلم يبق بها سوى ضريح "السعادة" للملك المعز لدين الله، وعلى رأسهم جامع الحاكم بأمر الله الذي تحوّل بعد ذلك إلى دار للآثار العربية تحتوي على العديد من التحف الفنية.
ومع ثورة يوليو 1952 قامت الحكومة بتغيير الاسم من دار الآثار العربية بباب الخلق إلى متحف الفن الإسلامي، باعتباره من الأماكن الأثرية التي عبّرت عن تميّز الفنون الإسلامية، والذي احتوى على تحف فنية للطبيب المصري علي إبراهيم باشا، بالإضافة إلى مجموعة تحف تركية وفارسية؛ مما دفع الدولة لتقسيم المتحف إلى أجزاء، يحتوي كل جزء منهم على إحدى مجموعات هذه التحف، وبعدها تمّ اعتماد مبالغ مالية للتنقيب داخل المنطقة واكتشاف باقي الآثار الواقعة أسفلها ووضعها في المتحف، حتى وصل عدد التحف الموجودة إلى 7028 قطعة أثرية قبل افتتاح المتحف، لكنها تزيد حالياً على 100 ألف قطعة.
ويقول د. خالد عزب، خبير الآثار الاسلامية: إن باب الخلق يتكوّن من عدة أحياء، منها: جامع الجيش ودار المؤيد ومحكمة جنوب القاهرة، وبعض المقاهي التي تُعبّر عن ماضي عريق وحداثة صاخبة، وأيضاً على بائعي المشروبات الشعبية مثل العرقسوس، الذين ينتشرون في كل مكان، وقبل أن تُسمّى المنطقة بباب الخلق كانت تُسمّى بباب الخرق لأنها كانت تتعرّض للرياح دائماً، وكانت تخترق المنطقة في كل الأوقات ومن كل الاتجاهات، ولاحتوائها أيضاً على فجوة واسعة يمرّ منها الناس إلى خارج المنطقة، وكانت تُسمّى الخرق، لذا تمّ تغيير الاسم إلى باب الخلق لمرور الناس.
ويشير إلى أن المنطقة تضمّ المتحف الإسلامي ومحكمة جنوب القاهرة التي شهدت أحداثاً كثيرة مع مرور السنين، حيث وقف الرئيس الأسبق السادات بين قضبان إحدى قاعاتها ليُحاكم في قضية مقتل أمين عثمان وزير المالية عام 1946، ولشهرته وشهرة القضية تمّ تسمية القاعة التي عقدت بها المحاكمة باسمه، وقضى على إثرها عامين ونصف في سجن القاهرة المركزي في زنزانة رقم 54، والتي ذكرها في خواطره المنشورة في المجلة التي أنشأها، فضلاً عن وجود سجن الاستئناف الذي يقع خلف المحكمة مباشرة، والذي قضى فيه قاتل السادات مدة سجنه قبل إعدامه بعد محاكمتهم بذات المحكمة.
ويشدّد على أن المكان في حاجة إلى جهة تعتني به لأن الإهمال سيّطر عليه، وبالرغم من الآثار التي تملأ المكان والمساجد التي تُعبّر عن تحف فنية، إلا أن مسئولية الحفاظ عليه حتى الآن تقع على عاتق الأهالي وليس على وزارة الآثار، مثلما حدث مع جامع البريقاني - هذا الأثر النادر - حيث قام الأهالي بتجديده وترميمه لكي يقيموا به الصلوات، أيضاً يوجد بالمكان مجموعة من الحارات والبيوت الضيقة التي يغلب عليها الشقوق وكأنها بُنيت وسط مجموعة من الجبال، تُعبّر عن حال ساكنيها الذين يشتكون قلة الاهتمام.
ويوضح د. عاصم رزق، الخبير الأثري، أن فكرة إنشاء مكان يضمّ كل التحف الأثرية ويُعبّر عن تاريخ البلاد، جاءت إلى الخديوي إسماعيل من قِبَل أحد أصدقائه يُدعى المهندس سالزمان عام 1869، وتم تخصيص ساحة شيّدها فرانتر باشا لحفظ التحف، ثم توقّف التنفيذ لمدة 12 عاماً، وبعدها صدر مرسوم من الحكومة بتشكيل لجنة حفظ الآثار، ومنذ هذا التاريخ تحوّلت هذه البناية إلى متحف وسط منطقة باب الخلق.
وأضاف: يوجد في باب الخلق دار للكتب والكتبخانة، والتي يرجع إنشاؤها إلى عام 1870 بدرب الجماميز، بعد صدور أوامر إلى علي باشا مبارك ناظر المعارف وقتها بجمع الكتب والمخطوطات الإسلامية لوضعها في دار خاصة للكتب.
وظلت هذه الأبواب تحمى القاهرة على مر العصور ، بل وأضيف إلي هذه الأبواب المنتشرة فى أجزاء كثيرة من القاهرة في عصور لاحقة عدد من الأبواب الأخرى، ونظراًلأهميتها التاريخية دائما ما تحظى بالترميم للحفاظ عليها لأنها تمثل نماذج فريدة للتحصينات الحربية في العصر الإسلامى،ولا يوجد مثيل لها على الإطلاق بما فيها الأسوار ولقلاع التي تعلوها، وقد أثارت تلك الأبواب إعجاب كل من يراها من الرحالة العرب والأجانب.
باب الخلق.
. أُنشئ في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب عام (639 هـ - 1241)، وكان يُعرف باسم "باب الخرق"، ونظراً لاستهجان السكان من اللفظ، أمر الخديوي إسماعيل بتغيير اسم الميدان إلى "باب الخلق".
وتتكوّن منطقة باب الخلق من مجموعة من الأحياء التي تمّ إنشاؤها خلال حكم الدولة الفاطمية، وكانت بداياتها عبارة عن فضاء بدون بنايات؛ مما عرّض المنطقة إلى الرياح الشديدة، حيث عُرفت المنطقة قديماً باسم "باب الخرق"، أيّ الخرق الذي يخترقه الهواء، وهذا ما دفع الملك الصالح نجم الدين أيوب إلى إنشاء ميدان وأسماه "ميدان السلطان"، لتشجيع الأهالي على تشييد المساكن به وحمايتهم من الرياح، وعندما وجد الملك الصالح قبولاً من الناس قرّر إنشاء قنطرة تصل بين السيدة زينب ومنطقة باب الخلق التي أحاطت بالميدان السلطاني، حتى تتسع المنطقة وتستوعب أكبر عدد من الناس.
وتُعتبر منطقة باب الخلق من المناطق الهامة، كونها تضمّ العديد من الآثار التي تُعبّر عن الدولة الفاطمية والأيوبية والإسلامية، وأصبحت وجهة حية لمصر الإسلامية أمام العالم، وتعطي فرصة للأجانب للتعرّف على ملامح البلاد الحقيقية.
علاوة على ذلك، تضمّ المنطقة العديد من محال العطارة، ومحال الزجاج الملون، بالإضافة إلى الأساطير التي تحيط بالمنطقة، والتي أعطتها طابعاً خاصاً مثل طبلية الإعدام وسبيل مياه "محمد أغا".
وفي عام 1870 أراد علي باشا مبارك ناظر المعارف بالحكومة، أن تكون هناك دار للكتب تشمل جميع الكتب الأثرية والأخشاب المحفورة، والكتان المعروف بجذوره الفاطمية والأيوبية، والتحف النحاسية الممزوجة بالذهب والفضة بمنطقة باب الخلق منذ العهد الطولوني، وكانت أول بادرة تظهر الفن الإسلامي ولكن تكدّس الناس بالمنطقة أحال دون ذلك، فلم يكن هناك مساحات تسمح بإنشاء دار للكتب تضمّ كل هذه الأثريات، وبعدها تعرّضت المنطقة لحريق كبير ومجموعة تفجيرات نتج عنها فقدان كثير من هذه التحف الإسلامية النادرة.
وفي عام 1880 رأت حكومة الخديوي توفيق، أن الأهالي سيضرون بالأثريات المتناثرة بالمنطقة، لذا قرّرت الدولة حفظها في المساجد، لأن المنطقة في ذلك الوقت تعرّضت للانهيار نتيجة العوامل الجوية، فلم يبق بها سوى ضريح "السعادة" للملك المعز لدين الله، وعلى رأسهم جامع الحاكم بأمر الله الذي تحوّل بعد ذلك إلى دار للآثار العربية تحتوي على العديد من التحف الفنية.
ومع ثورة يوليو 1952 قامت الحكومة بتغيير الاسم من دار الآثار العربية بباب الخلق إلى متحف الفن الإسلامي، باعتباره من الأماكن الأثرية التي عبّرت عن تميّز الفنون الإسلامية، والذي احتوى على تحف فنية للطبيب المصري علي إبراهيم باشا، بالإضافة إلى مجموعة تحف تركية وفارسية؛ مما دفع الدولة لتقسيم المتحف إلى أجزاء، يحتوي كل جزء منهم على إحدى مجموعات هذه التحف، وبعدها تمّ اعتماد مبالغ مالية للتنقيب داخل المنطقة واكتشاف باقي الآثار الواقعة أسفلها ووضعها في المتحف، حتى وصل عدد التحف الموجودة إلى 7028 قطعة أثرية قبل افتتاح المتحف، لكنها تزيد حالياً على 100 ألف قطعة.
ويقول د. خالد عزب، خبير الآثار الاسلامية: إن باب الخلق يتكوّن من عدة أحياء، منها: جامع الجيش ودار المؤيد ومحكمة جنوب القاهرة، وبعض المقاهي التي تُعبّر عن ماضي عريق وحداثة صاخبة، وأيضاً على بائعي المشروبات الشعبية مثل العرقسوس، الذين ينتشرون في كل مكان، وقبل أن تُسمّى المنطقة بباب الخلق كانت تُسمّى بباب الخرق لأنها كانت تتعرّض للرياح دائماً، وكانت تخترق المنطقة في كل الأوقات ومن كل الاتجاهات، ولاحتوائها أيضاً على فجوة واسعة يمرّ منها الناس إلى خارج المنطقة، وكانت تُسمّى الخرق، لذا تمّ تغيير الاسم إلى باب الخلق لمرور الناس.
ويشير إلى أن المنطقة تضمّ المتحف الإسلامي ومحكمة جنوب القاهرة التي شهدت أحداثاً كثيرة مع مرور السنين، حيث وقف الرئيس الأسبق السادات بين قضبان إحدى قاعاتها ليُحاكم في قضية مقتل أمين عثمان وزير المالية عام 1946، ولشهرته وشهرة القضية تمّ تسمية القاعة التي عقدت بها المحاكمة باسمه، وقضى على إثرها عامين ونصف في سجن القاهرة المركزي في زنزانة رقم 54، والتي ذكرها في خواطره المنشورة في المجلة التي أنشأها، فضلاً عن وجود سجن الاستئناف الذي يقع خلف المحكمة مباشرة، والذي قضى فيه قاتل السادات مدة سجنه قبل إعدامه بعد محاكمتهم بذات المحكمة.
ويشدّد على أن المكان في حاجة إلى جهة تعتني به لأن الإهمال سيّطر عليه، وبالرغم من الآثار التي تملأ المكان والمساجد التي تُعبّر عن تحف فنية، إلا أن مسئولية الحفاظ عليه حتى الآن تقع على عاتق الأهالي وليس على وزارة الآثار، مثلما حدث مع جامع البريقاني - هذا الأثر النادر - حيث قام الأهالي بتجديده وترميمه لكي يقيموا به الصلوات، أيضاً يوجد بالمكان مجموعة من الحارات والبيوت الضيقة التي يغلب عليها الشقوق وكأنها بُنيت وسط مجموعة من الجبال، تُعبّر عن حال ساكنيها الذين يشتكون قلة الاهتمام.
ويوضح د. عاصم رزق، الخبير الأثري، أن فكرة إنشاء مكان يضمّ كل التحف الأثرية ويُعبّر عن تاريخ البلاد، جاءت إلى الخديوي إسماعيل من قِبَل أحد أصدقائه يُدعى المهندس سالزمان عام 1869، وتم تخصيص ساحة شيّدها فرانتر باشا لحفظ التحف، ثم توقّف التنفيذ لمدة 12 عاماً، وبعدها صدر مرسوم من الحكومة بتشكيل لجنة حفظ الآثار، ومنذ هذا التاريخ تحوّلت هذه البناية إلى متحف وسط منطقة باب الخلق.
وأضاف: يوجد في باب الخلق دار للكتب والكتبخانة، والتي يرجع إنشاؤها إلى عام 1870 بدرب الجماميز، بعد صدور أوامر إلى علي باشا مبارك ناظر المعارف وقتها بجمع الكتب والمخطوطات الإسلامية لوضعها في دار خاصة للكتب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق