أعلان الهيدر

الاثنين، 16 ديسمبر 2019

الرئيسية باب زويلة وسبب تسميته

باب زويلة وسبب تسميته



القاهرة القديمة كانت تحاط بأسوار شاهقة، بناها حكام مصر لترد عنهم كيد المعتدين، وكان لهذه الأسوار بوابات ليدق عليها الزائرون فتفتح لهم مصاريعها لترحب بهم.


هذه الأبواب الضخمة تحمل أبراجا شاهقة لتكون مرمى السهام، وفتحات نافذة فوق المداخل لصب السوائل المغلية والمواد الكاوية والمصهورة على كل من يحاول اقتحام الباب، ورغم أن تلك البوابات مر عليها الكثير من العصور إلا أنها ما زالت محتفظة بسحرها.


ومن أشهر بوابات القاهرة على الإطلاق "باب زويلة"، والذي يسمى أحيانا "بوابة المتولى"، وهى التسمية التي يطلقها عليه سكان المنطقة، وترجع تسميته بـ"زويلة" نسبة إلى قبيلة زويلة البربرية التي جاءت مع قائد الجيوش الفاطمية "جوهر الصقلبي" من شمال أفريقيا وسكنت بالقرب من البوابة، 


ويقع باب زويلة بين شارع الغورية وشارع الحرفيين (الخيامية) الذي يحوي بين جانبيه العديد من الورش المتخصصة في عدة حرف يدوية على رأسها الخيامية.


أما تسميته بباب "المتولي" فترجع إلى اعتقاد سائد بين سكان المنطقة بأن روح "المتولي" تسكن المصرع الشرقى لباب زويلة، والمتولي كان حارسًا ووليًا من أولياء الله الصالحين، وكان الناس يعتقدون أن المتولى يظهر في صور عدة، وكانوا يلجئون إليه على مدى قرون فيطلبون منه تخليصهم من مخاوفهم ورفع الظلم عنهم، وتلبية أمنياتهم فكانوا يضعون الأسنان التي خلعوها بين الألواح الخشبية التي تكسو الباب، ويلقون بالقطع النقدية والأحجبة خلف هذه الضلفة، ويربطون الخيوط وأشرطة من القماش في المسامير، ويقولون إن المتولى له حكايات مثل الأساطير، حيث قالوا إنه كان يطير من القاهرة إلى مكة، ويعود دون أن يراه أحد.


ومن هذا الباب التاريخي الشهير دخل أمير المؤمنين الخليفة المعز لدين الله قبل أكثر من ألف عام إلى عاصمتها الجديدة التي أمر بتأسيسها (القاهرة).


وعلى باب زويلة شنق "طومان باي" سلطان مصر، وعلقت جثته على الباب لمدة ثلاثة أيام، حتى أن البعض في مصر الآن يأخذون من هذه الحكاية عبرة، ويقولون في صيغة تهديد وتهكم (هعلقك على باب زويلة)
باب زويلة وسبب تسميته


وسبب شنق "طومان باى" أنه بعد أن تولى السلطة في مصر بعد مقتل عمه السلطان الغورى في موقعة (مرج دابق)، والذي كان قد عين ابن أخيه (طومان باي) نائبا له قبل خروجه لقتال العثمانيين، وبعد قتل السلطان الغورى أجمع أمراء القاهرة على اختيار الأمير طومان باي سلطانا للبلاد، وبدأ يعد العدة لمحاربة العثمانيين، وبعد عدة معارك انتصر العثمانيون في النهاية لتفوقهم في العدد والعتاد، وأخذ طومان باي يبحث عن مكان يلجأ إليه حتى لا يقع في أيدي غريمه السلطان سليم الأول ولجأ إلى صديقه شيخ العربان (حسن بن مرعي) ولكن شيخ العربان وشى به، وأبلغ عنه السلطان سليم فأمر في النهاية بشنقه.


وتم إعدام السلطان الأسير طومان باي في مشهد درامي، حيث كان في حراسة 400 جندي من الانكشارية، وكان مكبلا فوق فرسه، ثم نزل وترجل وتقدم نحو الباب بخطى ثابتة ثم توقف وتلفت إلى الناس الذين احتشدوا من حول باب زويلة، وتطلع إليهم طويلا، وطلب من الجميع أن يقرءوا له الفاتحة ثلاث مرات، ثم التفت إلى الجلاد وطلب منه أن يقوم بمهمته.
باب زويلة وسبب تسميته

باب زويلة وسبب تسميته

باب زويلة وسبب تسميته

باب زويلة وسبب تسميته

وقد ورد ذكر باب زويلة كثيرًا في الكتب التاريخيَّة؛ ومن المؤرِّخين الذين ذكروا الباب بكثرة "القلقشندي" المؤرخ الشهير، وقد وضع في كتابه "صبح الأعشى" بعض الأبيات الشعريَّة التي تتحدَّث عن عظمة باب زويلة؛ وقد كتبها علي بن محمد النيلي؛ ومنها:

يَا صَاحِ لَوْ أَبْصَرْتَ بَابَ زُوَيْلَةَ ... لَعَلِمْتَ قَدْرَ مَحَلِّهِ بُنْيَانَا
بَابٌ تَأَزَّرَ بِالْمَجَرَّةِ وَارْتَدَى الشّعْرَى ... وَلَاثَ بِرَأْسِهِ كِيوَانَا
لَوْ أَنَّ فِرْعَوْنًا رَآهُ لَمْ يُرِدْ ... صَرْحًا وَلَا أَوْصَى بِهِ هَامَانَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.