"رب أخ لك لم تلده أمك"
.. مثل قاله لقمان بن عاد لامرأة روت عطشه
"رب أخ لك لم تلده أمك" مثل يضرب للشهامة ووقوف الصديق بجانب صديقه في وقت الشدة، كناية عن قربهما من بعض بحيث يصيروا كالأخوة التي لم تلدهم أم واحدة، كما أنه يضرب في حالة وجود تشابه كثير بين اثنين، ولهذه المثل أصل عند العرب.
ذكر كتاب "المنتقى من أمثال العرب" أن أول من قال هذا المثل هو لقمان بن عاد، حيث كان يسير ذات يوما فأصابه عطش شديد، فاقترب من مظلة في فناءها امرأة تداعب رجلا، فطلب منها لقمان أن تسقيه، فقالت له "أتريد لبنانا أم ماءا؟، فقال لقمان "أيهما كان"، فقالت المرأة "اللبن خلفك والماء أمامك".
وبينما هو ينظر إلى اللبن والماء وجد في البيت طفل صغير يبكي ولا أحد يهتم به فقال لها لقمان "إن لم يكن لكم في هذا الصبي حاجة أعطوني إياه وأنا أكفله" فقالت المرأة هذا الكلام إلى هانئ زوجها فسألها لقمان عن هانئ الشاب الذي يجلس بجانبك موضحا لها أنه ليس زوجها، فقالت هذا أخي، فقال لقمان وهو يعلم أنه ليس أخيها "رب أخ لك لم تلده أمك"، فصارت مثلا.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﺭﺟﻠًﺎ ﻳﺴﻮﻕ ﻏﻨﻤﻪ ﻣﺘﺠﻬًﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺠﺄ ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﺒﺎﺣًﺎ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺮ ﺑﻪ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﺩﻋﺎﻩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻀﻴﺎﻓﺘﻪ ، ﻓﺸﻜﺮﻩ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﻧﻪ ﺍﺳﺘﺴﻘﻰ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺻﺒﺎﺣًﺎ ﻓﺴﻘﺘﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﺎ ﺭﺟﻠًﺎ ﺗﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﻮﻫﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻟﻠﻘﻤﺎﻥ : ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﺍﻙ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺃﺧﺎﻫﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻟﻘﻤﺎﻥ : ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﺠﺎﻟﺴﻬﺎ ﺃﺧﺎﻫﺎ ﻟﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺠﻴﺒﻨﻲ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻝ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﺛﻪ ﺑﻪ ، ﺍﻧﺘﻘﻢ ﻟﺸﺮﻓﻪ
ﻭﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺣﺘﻲ ﺍﻻﻥ ﻟﻜﻦ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻳﺎﻡ
ﻭﻓﺎﺀ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻟﺒﻌﻀﻬﻤﺎ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق