في السودان و قبل قيام الثورة المهدية كان العرف المتبع عند أغلب الأسر السودانية أن يتم دفن كبير العيلة داخل المنزل... فإذا أراد شخص بيع المنزل (عشان إتزنق في قرشين) فهو امام خيارين, يا إما يقوم بإستخراج الميت و دي عملية مكلفة جداً - لازم يجيب شيخ و طقوس و هلم جراً-
و في هذه الحالة يمكن عَرْض البيت بسعر مجزي جداً.... لكن لو ماعندك قروش فحا تعرض المنزل للبيع (بالميت) و كده حا يكون سعرة أقل بكثير.... و بالرغم من إختفاء عادة دفن الموتي داخل المنازل ظل مصطلح (بالميت) يعبر عن الحد الأدني لسعر بضاعة معينه...
يعني لو زول عارض عربية للبيع بقول ليك العربية دي (بالميت) كده بتجيب كذا كذا... و بعد قيام الثورة المهدية قرر الخليفة عبد الله التعايشي إلغاء عادة دفن الموتي داخل المنازل لمخالفتها لتعاليم الدين الإسلامي... و قرر إنه (يطلع ميتين) أمدرمان و يدفنهم في مقابر خاصة بالمسلمين.
..و مراعاة منه لكبار شيوخ الصوفية قام بتحويل بعض منازلهم لمقابر عشان ما يحتاج (يطلع ميتينهم) هم ذاتهم... و ظهرت في أمدرمان مقابر الشيخ حمد النيل و أحمد شرفي و البكري... و تم تعميم التجربة و طلّع الأنصار ميتين الخرطوم و بحري ثم عمموا التجربة و (طلعوا ميتين) السودان كله...
وكانت عملية دفن الموتي داخل المنازل عرف متبع في كل السودان و عنده (نوستالجيا) و شجون, فإستنكر السودانيين في البدء إنه كيف (يطلعوا ميتينهم)... و ظل المصطلح حتي الآن يُستخدم للتعبير عن سلوك غير مقبول. يعني الواحد يقول ليك الجماعة ديل (طلعوا ميتينا)
, يعني أجبرونا نعمل حاجة ما عايزنها... فعشان كده ما تستعجل فمن زمان الأنصار (طلعوا ميتين) السودان لكن في الآخر طلع كلامهم صح...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق